الغاز الأوروبي- ترقب الرسوم الأمريكية وفرص تعزيز المخزون الشتوي

المؤلف: محمد صديق (القاهرة)09.21.2025
الغاز الأوروبي- ترقب الرسوم الأمريكية وفرص تعزيز المخزون الشتوي

تشهد أسواق الغاز الطبيعي في القارة الأوروبية هدوءًا ملحوظًا، إذ تستقر الأسعار عند مستوى يقارب 33 يورو لكل ميغاواط/ساعة، وفقًا لتقارير وكالة «بلومبرغ». هذا الاستقرار يأتي وسط انتظار حذر للرسوم الجمركية التي يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تطبيقها قريبًا.

من المتوقع أن تؤثر هذه الرسوم بشكل كبير على الاقتصاد العالمي، حيث تستهدف قائمة طويلة من الدول. قد ينجم عن ذلك تراجع في الطلب العالمي على الغاز، وخاصة في الصين، مما يمنح الدول الأوروبية فرصة سانحة لزيادة حجم مخزوناتها من الطاقة بأسعار أكثر جاذبية قبل حلول فصل الشتاء.

وفي وقت سابق من هذا العام، شهدت أسعار الغاز انخفاضًا ملحوظًا، مدفوعة بالإعلان الأولي عن الرسوم الجمركية في شهر أبريل، وذلك وسط مخاوف متزايدة بشأن تباطؤ محتمل في النمو الاقتصادي للولايات المتحدة.

تواجه أوروبا تحديات في الحصول على شحنات الغاز الطبيعي المسال بسبب المنافسة الشديدة على المستوى العالمي. قد يسهم انخفاض الطلب من جانب الصين في تخفيف بعض الضغوط على الإمدادات المتاحة للقارة الأوروبية.

ومع ذلك، تظل السوق الأوروبية حساسة للغاية لأي تغيرات مفاجئة، لا سيما مع الارتفاع الكبير في استهلاك الطاقة لتشغيل أجهزة التبريد خلال موجة الحر الشديدة التي تضرب القارة في الوقت الحالي.

تعمل الدول الأوروبية جاهدة على تعويض النقص في مخزونات الغاز، بعد أن شهد الشتاء الماضي استنزافًا كبيرًا للاحتياطيات بسبب انخفاض درجات الحرارة إلى مستويات قياسية.

لقد كان لزيادة تدفقات الغاز عبر خطوط الأنابيب من النرويج، التي تعتبر أكبر مورد للغاز إلى أوروبا، دور فعال في دعم هذه الجهود بعد انتهاء فترة الصيانة الدورية.

في الوقت نفسه، تستمر موجة الحر في جنوب أوروبا، ويشهد الشمال الغربي ارتفاعًا في الطلب على التبريد، مما يضع ضغوطًا إضافية على الإمدادات المتاحة من الغاز.

لم تشهد العقود المستقبلية الهولندية، التي تعتبر المؤشر الرئيسي لتسعير الغاز في أوروبا، أي تغييرات جوهرية، حيث سجلت 33.32 يورو لكل ميغاواط/ساعة صباح يوم الإثنين في أمستردام. ومع اقتراب الموعد النهائي لتطبيق الرسوم الأمريكية، يراقب المتعاملون في السوق عن كثب التأثيرات المحتملة لهذه السياسات على أسواق الطاقة العالمية.

تعتبر أوروبا من المناطق التي تعتمد بشكل كبير على استيراد الغاز الطبيعي المسال لتلبية احتياجاتها من الطاقة، وهو ما يجعلها تواجه صعوبات جمة في ظل التقلبات الاقتصادية والسياسية المتزايدة على مستوى العالم.

تسعى الدول الأوروبية جاهدة لتعزيز مخزوناتها من الغاز قبل بداية موسم الشتاء، وذلك في أعقاب أزمة الطاقة التي شهدتها القارة في السنوات الأخيرة، بهدف ضمان استقرار الإمدادات وتجنب أي نقص محتمل.

تؤثر السياسات التجارية التي تتبناها الولايات المتحدة، وعلى رأسها الرسوم الجمركية التي يعتزم الرئيس دونالد ترمب فرضها، على الأسواق العالمية بشكل ملحوظ. قد يؤدي ذلك إلى انخفاض الطلب على الغاز في مناطق مثل الصين، مما يتيح فرصة للدول الأوروبية لتأمين إمدادات إضافية بأسعار أقل من المعتاد.

ومع ذلك، تظل القارة الأوروبية عرضة للتغيرات المناخية المفاجئة، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة استهلاك الطاقة لتشغيل أجهزة التبريد، في حين تتطلب فصول الشتاء الباردة كميات هائلة من الغاز لتلبية احتياجات التدفئة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة